في لحظه اقل من ثانيه توقف العالم امامها ....لحظه واحده أعادتها الى عالم الواقعيه ...شدتها من تلك الاحلام الاخطبوطيه ...والتوهان الضبابي ...الذي ابقاها في دوامات من التوهان ...الذي كان يبدو انه لن يوصلها لشيء الا الجنون ......
قال لها تعبان كتير اتصلي بالدكتور وأساليه شو نعمل ؟؟؟
ركضت الى دفتر التلفونات وبحثت عن رقم الطبيب وعادت تحمله لتجد أنه قد دخل الى الحمام....قالت له لا تغلق الباب بالمفتاح .....وعادت لتتصل بالطبيب ....عندها سمعت تلك الخبطه المدويه .....تسائلوا جميعا ما هذا الصوت ؟؟؟؟
في الشقه فوق ؟؟؟
لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا
في الحمام ركضت سريعا ...لتجده ملقا على البانيو مغمى عليه وبدون حراك ...يا الهي ...ماذا يحصل ؟؟؟هل سيموت ؟؟هل هي جلطه .؟ماذا افعل ؟؟؟ماذا سيحصل الان ...جرته هي وابنها من الحمام ممدد لا يتحرك ...ابدا لم تتوقع يوما ان يحصل هذا الموقف ولم تتخيل ان تفقده بلحظه واحد ه
حبيبي حبيبي يا رب يا رب ...لا اله الا الله محمد رسول الله
كان همها ان ينطق الشهاده ...هو سيموت حتما
انطق الشهاده قل لا اله الا الله
كانت تريد ان تطلب منه ان يسامحها....ولكنها انتظرت قليلا وتريثت نطق الشهاده واستعان بالله وقال يا رب وأفاق من غيبوبته
رفض ان يطلبوا الدفاع المدني
وجدت نفسها تحضنه وتضمه الى صدرها كما تمنت دوما وتقول
الله يخليلي اياك يا رب
انته ستري وغطاي انته بعد ربنا كل ناسي واحاط الاولاد بوالدهم يعانقونه ويقبلونه
شاكرين الله على نعمه وجوده بينهم
لا شيء مثل الاب في الدنيا
قالت لي بعد تلك الحادثه افقت من كل شيء وعلمت ان وجوده معي هو اهم شيء بالحياة
ليس فقط لأنه يحمل كل هموم البيت على رأسه
لا ولكن لأنه زوجي حبيبي ستري وغطائي
وانا سكنه وأقرب مخلوق له
الحمدلله هناك كنوز نملكها ولا نعرف قيمتها ...هل ننتظر ان نفقدها حتى نبكي عليها ؟؟؟
فلنستمتع بحياتنا كما هي وبكل ما فيها من نواقص
قدر الله وما شاء فعل
ولا زلت ارتاح عندما اتذكر دوما أن الله لطيف بعباده