لفيت كتير وكتير وتهت كتير بعدت كتير قربت كتير اتلسعت شوية انضربت بمخي شويه ,,,ضايعه ,,,خايفه,,,مش عارفه شو بدي ,,,وين اروح ,,,من وين أرجع,,,بس بالاخر ربنا هداني ,,رح أبدء من جديد
رح أرجع للقرآن وأرتب اموري من عنده ,,ولكن هذا الموضوع أعجبني مع انه طويل بس بيستاهل ازا بدكم بتحبو تقرؤه إقرأوه
الباحث عن لحظة هدوء في هذا الزمان لا يجدها.. إذا فتح الراديو تنهال عليه تشنجات قادة إسرائيل، و تهديدات صدام، و أخبار الزلازل و السيول و الأعاصير.. و إذا فتح التليفزيون تنهمر عليه مسلسلات العنف و الباتمان و حرب النجوم.. و إذا طالع صحف الصباح تفاجئه أخبار انهيار البورصة و جنون البقر و الإيدز و إذا بحث عن موسيقى يري...ح عليها أعصابه أو أغنية تهدأ لها عواطفه نزلت عليه لقطات الفيديو كليب تتقافز صورها و تتشنج رقصاتها و تتسارع إيقاعتها في إزعاج متواصل.. و إذا فتح الشباك قرقعت في آذانه أبواق السيارات و أصوات الميكروفونات و صراخ الباعة..
رح أرجع للقرآن وأرتب اموري من عنده ,,ولكن هذا الموضوع أعجبني مع انه طويل بس بيستاهل ازا بدكم بتحبو تقرؤه إقرأوه
بقلم المغفور له باذن الله الدكتور مصطفى محمود..
الباحث عن لحظة هدوء في هذا الزمان لا يجدها.. إذا فتح الراديو تنهال عليه تشنجات قادة إسرائيل، و تهديدات صدام، و أخبار الزلازل و السيول و الأعاصير.. و إذا فتح التليفزيون تنهمر عليه مسلسلات العنف و الباتمان و حرب النجوم.. و إذا طالع صحف الصباح تفاجئه أخبار انهيار البورصة و جنون البقر و الإيدز و إذا بحث عن موسيقى يري...ح عليها أعصابه أو أغنية تهدأ لها عواطفه نزلت عليه لقطات الفيديو كليب تتقافز صورها و تتشنج رقصاتها و تتسارع إيقاعتها في إزعاج متواصل.. و إذا فتح الشباك قرقعت في آذانه أبواق السيارات و أصوات الميكروفونات و صراخ الباعة..
و إذا أغلق الشباك و نزل إلى الطريق خنقه الزحام.. و إذا انطلق هاربا إلى الأتوبيس لم يجد موقعا لقدم.. و إذا حمل أوراقه و شهاداته و أسرع ليتقدم لوظيفة وجد طابور طلاب الوظائف يسد الشارع.. و إذا بحث عن شقة لم يجد ثمنها.. و لا احتمال قريبا في عمل، و لا أمل في زواج، و لا أمل في حل سريع يأتي من السماء.. و في آخر المشوار يُسقط في يده.. و لا يجد حلا سوى أن يعود أدراجه إلى البيت إلى فراشه أو إلى ستين سنة إلى الوراء إلى ماض بعيد و إلى جيل انتهى.. إلى الشدو الهادئ في صوت أم كلثوم.. و إلى الحنان الرخيم في صوت عبد الوهاب.. و إلى دندنة هادئة مع العود.. بدون فيديو كليب.. و إلى الجمال البكر بدون افتعال.. و إلى البساطة العذبة بدون صنعة.. و إذا مس زرار الراديو في ذلك الزمان البعيد فإنه سوف ينقله إلى شوبان.. إلى الحلم.. و الخيال الناعم.. و السماوية الرحبة.. و الشوارع أيامها خالية.. و المواصلات مريحة.. و شقق للإيجار تتدلى لافتاتها من النوافذ.. و المرتب يكفي و زيادة.. و جلسة على شاطئ النيل هي كل المراد.
ماذا حدث للدنيا ؟!! و لماذا يصرخ المغنون.. و لماذا يتشنج الراقصون ؟! و لماذا هذه الإيقاعات المزعجة و الموسيقى النحاسية التي تخرق الآذان ؟!
هذه الأمور تفصح عن فقر فني.. و ذوق فاسد.. و بلادة سمعية.. ما ضرورتها لصوت جميل بالفعل ؟!
و هذا التسويق الفج.. ما الداعي إليه.. لولا سوء البضاعة و رخص الموهبة ؟.. و اضحكوا معي على الغلاء الطاحن.. مع رخص الناس.. و رخص الفن.. و انعدام القيم.. و تفاهة البضاعة.
إننا معاقبون يا سادة بهذا الضنك.. و تأملوا كلمات ربكم:
(( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا (124) )) [ طه ]
أليس عالم اليوم قد تلخص كله في هذه الكلمة البليغة.. (( الضنك )).. (( و الإعراض )) ؟! أليس العالم قد أعرض تماما عن كل ما هو رباني و غرق تماما في كل ما هو علماني و مادي و دنيوي و شهواني و عاجل و زائل.. و الكلام على مستوى العالم كله !
الكل متعجل يريد أن يغنم شيئا و أن يلهف شيئا.. لا أحد ينظر فيما بعد.. و لا فيما وراء..
الموت لا يخطر ببال أحد.. و ما بعد الموت خرافة.. و الجنة و النار أساطير.. و الحساب حدوتة عجائز.. و الذين يحملون الشعارات الدينية.. البعض منهم موتور و البعض مأجور.. و المخلص منهم لا يبرح سجادته و يمشي إلى جوار الحائط.. فهو ليس مع أحد.. و ليس لأحد.. و إنما هو مشدوه و منفصل عن الركب.. و مشفق من العاقبة.. و هو قد أغلق فمه و احتفظ بعذابه في داخله.. و اكتفى بالفرجة.
و الناس في ضنك.. و كل العالم: أغنياؤه و فقراؤه.. كلهم فقراء إلى الحقيقة.. فقراء إلى الحكمة.. فقراء إلى النبل.
و أكثر الأنظار متعلقة بالزائل و العاجل و الهالك.
و الدنيا ملهاة.
يتبع في حلقات قادمه